منتديات طريق المشتاقون الى الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم / أختي المسلمة
ان كنتم ترغبون في الحصول علي ثواب عظيم ما عليكم سوي ارسال المواضيع المفيدة الي منتدانا المتواضع
التي يمكن ان ينتفع بها الكثيرين وذلك لا يتم الا بعد التسجيل في المنتدي
سنتشرف بتسجيلكم
وشكرا
إخوانكم في ادارة المنتدى
منتديات طريق المشتاقون الى الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم / أختي المسلمة
ان كنتم ترغبون في الحصول علي ثواب عظيم ما عليكم سوي ارسال المواضيع المفيدة الي منتدانا المتواضع
التي يمكن ان ينتفع بها الكثيرين وذلك لا يتم الا بعد التسجيل في المنتدي
سنتشرف بتسجيلكم
وشكرا
إخوانكم في ادارة المنتدى
منتديات طريق المشتاقون الى الجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
نتمنى لكم قضاء اسعد الاوقات معنا في منتدانا المتواضع ونتمنى من الزوار التسجيل لاعلاء شأن المنتدى الى الافضل
نحيط الزوار الكرام علما بان المنتدى قيد الانشاء والتطوير باذن الله تعالى

 

 وضربت عليهم الذلة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو صهيب
تميز
تميز
ابو صهيب


ذكر

عدد الرسائل : 74
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 17/07/2009

وضربت عليهم الذلة Empty
مُساهمةموضوع: وضربت عليهم الذلة   وضربت عليهم الذلة Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 11:26 am

وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ

قال الله عز وجل في صفة اليهود :﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾(البقرة:61) . وقال جل جلاله في الآية الأخرى :﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾(آل عمران: 112 ) . 

أخبر الله تعالى في هاتين الآيتين الكريمتين عن اليهود بأنهم مَوْسُومون بالذلة ، والمسكنة ، وغضب من الله تعالى ؛ لكفرهم بآياته ، وقتلهم لأنبيائه بغير حق ، وعصيانهم لأوامره ، واعتدائهم على خلقه .

وفي قوله تعالى :﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ ﴾ استعارة مكنية ، حيث شبه كلاًّ من { الذلة والمسكنة } بالخيمة التي تضرب على من فيها ، فتشتمل عليه . أو : بالطين الذي يضرب على الحائط ، فيلزمه . وعلى الوجهين يكون كناية عن كون اليهود أذلاءَ صاغرين ، وأنهم أهل مسكنة وفقر ؛ إما على الحقيقة ، وإما لتصاغرهم وتفاقرهم ، فلا يوجد يهودي على وجه الأرض ، وان كان غنيًّا ، خاليًا من زي الفقر وخضوعه ومهانته . 

وفي قوله تعالى :﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ﴾ ، ثم قوله سبحانه :﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ ﴾ ما يسأل عنه ؛ وهو : لماذا أطلق سبحانه وتعالى لفظ ﴿ الذِّلَّةُ ﴾ في الأول ، وقيده في الثاني ؟

ويجاب عن ذلك بأن المراد بالذلة الأولى : الذلُّ ، والمهانة ، والصغار على إطلاقه . أما الذلة الثانية فالمراد منها- كما ذكر الفخر الرازي :« أن يحاربوا ، ويقتلوا ، وتغنم أموالهم ، وتسبى ذراريهم ، وتملك أراضيهم » . وفسرها الألوسي بذلة هدْر النفس ، والمال ، والأهل .

ومما يدل على أن المراد بالذلة ، في كل من الآيتين ما ذكرناه من معنى ، أن السياق يقتضيه ؛ إذ ورد ضرب الذلة على اليهود في آية البقرة عقب قول الله تعالى حكاية عنهم :﴿ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبّمحترميُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ﴾(البقرة:61) . ثم أخبر سبحانه عنهم بقوله :﴿ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾(البقرة:61) ، فأتى بضمير الغائب عقب ضمير المخاطب ؛ للإشارة إلى أن ذلك راجع إلى اليهود جميعهم ، وشامل للمخاطبين بقوله سبحانه وتعالى :﴿ فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ﴾ ، ولمن يأتي بعدهم من اليهود إلى يوم القيامة ؛ ولهذا وهِم من عدَّ ذلك من قبيل الالتفات .

أما ضرب الذلة على اليهود في آية آل عمران فقد ورد عقب قوله تعالى في معرض الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين :﴿ لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ ﴾(آل عمران: 111) . أي : لن يضروكم إلا ضررًا مقتصرًا على أذى ، بقول من طعن في الدين ، أو تهديد ، أو نحو ذلك . وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار منهزمين ، ولا يضروكم بقتل ، أو أسر ، ثم لا يكون لهم نصر من أحد ، ولا يمنعون منكم . ثم أخبر عقب ذلك عنهم بقوله تعالى :﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ ﴾ . أي : أينما وجدوا ، أخذوا وقتلوا ؛ فهو كقوله تعالى :﴿ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثِقِفْتُمُوهُمْ ﴾(النساء:91) .

أما قوله تعالى :﴿ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ ﴾ فيقتضي أن تلزمهم هذه ( الذلة ) ، فلا تزول عنهم أينما وجدوا ، إلا بحبل من الله وحبل من الناس ، على ألا يظهروا المُحَادَّة لله ورسوله بالاتفاق ؛ لقوله تعالى :﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ ﴾(المجادلة: 20) ، وقوله تعالى :﴿ أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴾(التوبة: 63) . فليس معهم حبل مطلق ؛ بل مقيد ، فهذا الحبل لا يمنعهم أن يكونوا أذلة ، إذا فعلوا ما لم يعاهدوا عليه . والمراد بالحبل : العهد والذمة . أي : لا عز لهم قط إلا بهذه الواحدة ، وهي التجاؤهم إلى العهد والذمة ، لما قبلوه من الجزية .

وفي ذلك تنبيه على أن الكافر يحتاج إلى عهدين : عهد من الله تعالى ، وعهد من الناس يبذلونه له . والأول يقتضي أن يكون ذلك الكافر من أهل كتاب أنزله الله تعالى ؛ فإن لم يكن ، فلا عهد له ، لا من الله تعالى ، ولا من الناس .
فالاستثناء- هنا كما قال الألوسي متابعًا في ذلك الزمخشري- استثناء مفرَّغ من أعمِّ الأحوال ، والمعنى على النفي . أي : لا يسلمون من الذلة في حال من الأحوال ، إلا في حال أن يكونوا معتصمين بذمة الله تعالى ، أو كتابه الذي آتاهم ، وذمة المسلمين ؛ فإنهم بذلك يسلمون من القتل والأسر وسَبْي الذراري واستئصال الأموال .

وقوله تعالى :﴿ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ﴾ . أي : رجعوا به واحتملوه ، وهو كناية عن استحقاقهم له ، واستيجابهم إياه ، وهو من قولهم : باء فلان بفلان ، إذا صار حقيقًا أن يقتل به . فالمراد : صاروا أحقَّاء بغضب الله عز وجل . وفي تنوين الغضب تعظيم لشأنه ، وتفخيم له ، وفي وصفه بكونه ﴿ مِّنَ اللَّهِ ﴾ تعالى تعظيم بعد تعظيم ، وتفخيم بعد تفخيم . 

ويفهم مما تقدم أن ( الذلة ) المذكورة في الآيتين ، وكذلك ( المسكنة ) ، لم تلصق باليهود ، بعد ظهور دولة الإسلام- كما ذكر بعض المفسرين- وإنما ضربت عليهم- كما قال الشيخ ابن تيمية ، من حين بعث المسيح صلى الله عليه وسلم فكذبوه ، واستمر ذلك في أحفادهم ، وسيستمر إلى يوم القيامة . يدل على ذلك قوله تعالى :﴿ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾(آل عمران: 55) . فإذا ثبت ما ذكرناه ، كان ذلك من باب المعجزات ؛ لأنه- مع كونه إخبارًا عما مضى- هو إخبار عن غيب وقع ، وعن غيب سيقع إلى أن يرث الله الأرض وما عليها !

وفي قوله تعالى :﴿ ذَلِكَ ﴾ الأولى ، في الآيتين ، إشارة إلى ما تقدم ذكره من ضرب الذلة ، والمسكنة على اليهود ، وإلحاق الغضب بهم ، وقوله تعالى :﴿ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ .. ﴾ عقب الإشارة تعليل للمشار إليه . أي : ذلك المشار إليه كائن بسبب كفرهم بآيات الله عز وجل ، وقتلهم الأنبياء بغير حق . 

أما ﴿ ذَلِكَ ﴾ الثانية ، من قوله تعالى :﴿ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ ، في الآيتين ، فهو إشارة إلى كفر أولئك اليهود بآيات الله تعالى ، وقتلهم الأنبياء بغير حق ، وما بعد الإشارة تعليل له ، وليس تكريرًا للأول يراد به التأكيد ، كما ذهب إلى ذلك أكثر المفسرين ؛ لأن التأكيد يجب أن يكون بشيء أقوى من المؤكَّد ، ومعلوم أن العصيان أقلُّ حالاً من الكفر بآيات الله تعالى . ومن هنا لا يجوز تأكيد الكفر بالعصيان . وكذلك لا يجوز تأكيد قتل الأنبياء بالاعتداء ؛ لأنه أقلُّ حالاً منه . 

وعلى هذا يكون قوله تعالى :﴿ بِمَا عَصَواْ ﴾ راجع إلى قوله تعالى :﴿ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ﴾ ، وقوله تعالى:﴿ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ راجع إلى قوله تعالى :﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ ؛ فيكون جل جلاله قد ذكر شيئين ، وقابلهما بشيئين ؛ كما ذكر أولاً شيئين ، وقابلهما بشيئين . وهذا نوع من اللفِّ والنشْر لطيفِ المسلك ، ويعد من محاسن الكلام ، وجودة تركيبه ، وبذلك يخرج عن التكرير بدعوى التأكيد ؛ كما ذكرنا أنفًا .  

وذكر الفخر الرازي وجهًا آخر محتملا ؛ وهو أن يكون المراد من قوله تعالى :﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ .. ﴾ مَن تقدم من اليهود ، ويكون المراد من قوله تعالى :﴿ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴾ مَن حضر منهم في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم .  

وعلى هذا لا يلزم التكرار أيضًا ؛ فكأنه تعالى بيَّن علة عقوبة من تقدم منهم ، ثم بيَّن أن من تأخر منهم ، لما تبع من تقدم ، كان لأجل معصيته ، وعداوته مستوجبًا لمثل عقوبتهم ، حتى يظهر للخلق جميعًا أن ما أنزله الله عز وجل بالفريقين منهم ، من البلاء والمحنة ، ليس إلا من باب العدل والحكمة ! 

وقال تعالى في البقرة :﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾(البقرة:61) ، وقال في آل عمران :﴿ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾(آل عمران:111) ، فأتى في الأول بلفظ ( النبيين ) على صيغة جمع السلامة ، وأتى في الثاني بلفظ ( الأنبياء ) على صيغة جمع التمحترمر ، وفي ذلك ما يُسأل عنه . 

وقد أجاب أبو حيان عن ذلك بقوله :« ولا فرق في الدلالة بين ( النبيين ) و( الأنبياء ) ؛ لأن الجمعين إذا دخلت عليهما الألف واللام ، تساويا بخلاف حالهما إذا كانا نكرتين ؛ لأن جمع السلامة ، إذ ذاك ظاهر في القلة ، وجمع التمحترمر على : أفعلاء ، ظاهر في الكثرة » ؛ ولهذا عدَّ أبو حيان هذه المخالفة بين الجمعين من باب التفنن في الكلام . ولبعض المفسرين أجوبة أخرى في التعليل لذلك ، لم نذكرها خشية الإطالة . 

والظاهر أن ما قاله أبو حيان هو الأنسب بالمقام ؛ فكلا الجمعين يراد به التعبير عن الكثرة للعلة التي ذكرها ؛ وهي اقتران كل منهما بالألف واللام ، ولكن خولف بينهما ، فجيء بـ( النبيين ) في البقرة على صيغة جمع السلامة ؛ ليكون موافقًا لما ذكِر بعده من الجموع ؛ وهو قوله تعالى في البقرة :﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ ﴾(البقرة:62) . فلو قيل : 

( الأنبياء ) بدلا من ( النبيين ) ، لكان نشزًا من الكلام ، يأباه النظم البليغ .

وجاء في سورة البقرة ﴿ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ ، بصيغة التعريف ، وفي آل عمران ﴿ بِغَيْرِ حَقٍّ ﴾ بصيغة التنكير ؛ لأن الجملة في آل عمران أخرجت مخرج الشرط ، وهو عام لا يتخصص ، فناسب أن يكون النفي بصيغة التنكير حتى يكون عامًا . أما في البقرة فجاء ذلك في صورة الخبر عن ناس معهودين ؛ وذلك قوله :﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ فناسب أن يأتي بصيغة التعريف ؛ لأن الحق الذي كان يستباح به قتل الأنفس عندهم كان معروفًا ؛ كقوله تعالى :﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ﴾(المائدة: 45) ، وقوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ﴾(الأنعام: 151) . وعلى هذا جاء قوله عليه الصلاة والسلام:« لا يحل دم امرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : كفر بعد إيمان ، وزنا بعد إحصان ، وقتل نفس بغير حق » . فالحق المعرف إشارة إلى هذا الحق المعهود المعروف ، وأما الحق المنكر فالمراد به تأكيد العموم . أي لم يكن هناك حق لا هذا الذي يعرفه المسلمون ، ولا غيره ألبتة .

وفي قوله تعالى :﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾ ما يسأل عنه ؛ لأن قتل الأنبياء- عليهم السلام- لا يكون بحق ، ولا غير حق ؛ ولكن يكون على الحق ، فلم ذكر ذلك ؟ وما الفائدة من ذكره ؟

وأجاب أبو حيان عن ذلك بقوله :« لم يرد هذا على أن قتل النبيين ينقسم إلى قتل بحق ، وقتل بغير حق ؛ بل ما وقع من قتلهم إنما وقع بغير الحق ؛ لأن النبي معصوم من أن يأتي أمرًا يستحق عليه فيه القتل ؛ وإنما جاء هذا القيد على سبيل التشنيع لقتلهم ، والتقبيح لفعلهم مع أنبيائهم . أي : بغير الحق عندهم . أي : لم يدَّعو في قتلهم وجهًا يستحقون به القتل عندهم » .

وإنما قال تعالى :﴿ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ ﴾ ، ولم يقل :{ ويقتلون الرسل } ؛ لأن الرسل لا تسلط عليهم أعداؤهم ؛ لأنه مناف لحكمة الرسالة التي هي التبليغ . قال تعالى :﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾(غافر: 51) . وقال تعالى : { وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾(المائدة: 67) ، ومن ثم كان ادعاء النصارى أن عيسى قتله اليهود ادعاء منافيًا لحكمة الإرسال ؛ ولكن الله تعالى أنهى مدة رسالته بحصول المقصد مما أرسل إليه .

ومن الأنبياء الذين قتلهم اليهود أشعياء بن أموص الذي كان حيًّا في منتصف القرن الثامن قبل المسيح عليه السلام ، قتله الملك منسى ملك اليهود سنة سبعمائة قبل المسيح ، نشر نشرًا على جذع شجرة . وأرمياء النبي الذي كان حيًّا في أواسط القرن السابع قبل المسيح عليه السلام ؛ وذلك لأنه أكثر التوبيخات والنصائح لليهود ، فرجموه بالحجارة حتى قتلوه ، وفي ذلك خلاف . وزكرياء الأخير أبو يحيى قتله هيرودس العبراني ملك اليهود من قبل الرومان ؛ لأن زكرياء حاول تخليص ابنه يحيى من القتل ؛ وذلك في مدة نبوءة عيسى عليه السلام . ويحيى بن زكرياء قتله هيرودس لغضب ابنة أخت هيرودس عليه .

هذه هي صفات اليهود القبيحة ، وهذه هي أخلاقهم البشعة ، تكشف لنا عنها هذه الآيات الكريمة ، وتفضح أصحابها الذين يحاولون سترها بثوب شفاف من الرياء والخداع والمكر ؛ ولهذا استحقوا غضب الله تعالى ، وضرب الذلة والمسكنة عليهم إلى يوم القيامة .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محمد
المشرفون
المشرفون
ابو محمد


ذكر

عدد الرسائل : 44
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

وضربت عليهم الذلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: وضربت عليهم الذلة   وضربت عليهم الذلة Emptyالثلاثاء أغسطس 25, 2009 3:06 pm

شكرا شكــــــــــــــــــــرا شكـــــــــــــــــــــرا شكرا
يا زعيم الأمة العربية
يا ابو صهيـــــــــــــــــــب
كل عام أنت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وضربت عليهم الذلة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق المشتاقون الى الجنة :: منتديات القران الكريم والسيرة النبوية الشريفة :: منتدى الاعجاز البياني في القران الكريم-
انتقل الى: