منتديات طريق المشتاقون الى الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم / أختي المسلمة
ان كنتم ترغبون في الحصول علي ثواب عظيم ما عليكم سوي ارسال المواضيع المفيدة الي منتدانا المتواضع
التي يمكن ان ينتفع بها الكثيرين وذلك لا يتم الا بعد التسجيل في المنتدي
سنتشرف بتسجيلكم
وشكرا
إخوانكم في ادارة المنتدى
منتديات طريق المشتاقون الى الجنة
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم / أختي المسلمة
ان كنتم ترغبون في الحصول علي ثواب عظيم ما عليكم سوي ارسال المواضيع المفيدة الي منتدانا المتواضع
التي يمكن ان ينتفع بها الكثيرين وذلك لا يتم الا بعد التسجيل في المنتدي
سنتشرف بتسجيلكم
وشكرا
إخوانكم في ادارة المنتدى
منتديات طريق المشتاقون الى الجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء
نتمنى لكم قضاء اسعد الاوقات معنا في منتدانا المتواضع ونتمنى من الزوار التسجيل لاعلاء شأن المنتدى الى الافضل
نحيط الزوار الكرام علما بان المنتدى قيد الانشاء والتطوير باذن الله تعالى

 

 النشاة الاولى والنشاة الاخرة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو صهيب
تميز
تميز
ابو صهيب


ذكر

عدد الرسائل : 74
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 17/07/2009

النشاة الاولى والنشاة الاخرة Empty
مُساهمةموضوع: النشاة الاولى والنشاة الاخرة   النشاة الاولى والنشاة الاخرة Emptyالخميس أغسطس 06, 2009 11:30 am

النشأة الأولى والنشأة الآخرة

قال الله عز وجل :﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا محترمْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾(العنكبوت: 20) ، ثم قال سبحانه : ﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ ﴾(الواقعة: 62 ) 

أولاً- يأمر الله عز وجل في الآية الأولى رسوله الكريم أن يدعو الناس عامة والكافرين المكذبين بالبعث والمنكرين له خاصة ، إلى السير في الأرض ؛ ليشاهدوا بأعينهم كيف بدأ الله الخلق البشري ، فيوقنوا أن إعادته بعد إفنائه ليست بأعجب من ابتداء صنعه . ثم يحيلهم سبحانه على علمهم بالنشأة الأولى ، ويحضهم على تذكرها . 

وافتتاح الآية الأولى بهذا الأمر الإلهي الحاسم :﴿ قُلْ ﴾ ، لإِظهار العناية بما بعد القول ، وهو افتتاح مُوحٍ بأن الأمر هو أمر الله سبحانه ، وليس لمحمد صلى الله عليه وسلم فيه شيء ؛ إنما هو الله الآمر الذي لا مردَّ لأمره ، والحاكم الذي لا رادَّ لحكمه ، وفيه تبكيت لؤلئك الكفرة . والمراد بالسير المأمور به في الأرض ﴿ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ المُضِيُّ فيها بالجسم ، لا الجولان فيها بالفكر ، وهو الانتقال من مكان إلى مكان للبحث والتنقيب والتأمل . والمراد بالنظر المأمور به في الأرض ﴿ فَانظُرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ نَظرُ العين ، وهو المقصد من السير . ولفظ الأرض عام ؛ لأن في كل قطر من أقطارها سجل حافل بالحقائق التي يمكن أن يستخلص منها العِبَر . 

وقد سبق ذلك قوله تعالى :﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ ، فأنكر سبحانه عليهم عدم رؤيتهم كيفية إبداء الخلق وإعادته مع وضوح الدليل . قال قتادة :« أولم يروا بالدلائل والنظر ، كيف يجوز أن يعيد الله الأجسام بعد الموت ؟ » . ثم عقَّب سبحانه على ذلك بقوله :﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ ؛ فكأن المعنى : قل لهم : إن لم يحصل لكم هذا العلم بما ترونه من آيات الإيمان ودلائله التي لا تغيب عن إنسان عاقل ، فـ﴿ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا محترمْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ .. ﴾ ، وهي دعوة صريحة ، أن يعتمدوا علم الآثار بالبحث والتنقيب والتأمل لمعرفة : كيف بدأ الله الخلق ؛ لتطابق المعرفة الحقيقة التي نطق بها القرآن ، وينكشف لهم صدقها ، لا أن يأخذوها من التوراة المزوَّرة . ونظير الآية قوله تعالى : 

﴿ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ محترمْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾(الأنعام: 11) 

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا محترمْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ ﴾(النمل: 69) 

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا محترمْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ ﴾(الروم: 42)

والله سبحانه حين يقول :﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ ، فإنه يدعو إلى التفكر في عواقب المكذبين والمجرمين والمشركين من الأمم الماضية ، وفي كيفية بدء الخلق منذ أن تصلبت القشرة الخارجية للأرض ، وتكونت عليها القارات والمحيطات ؛ لذلك اجتهد علماء الجيولوجيا أن يقرؤوا تاريخ الأرض من طبقات الصخور الرسوبية التي تراكمت عليها ، وفى طياتها الكثير من بقايا الكائنات الحية التي عاشت عليها ، سواء كانت لبشر ، أو لحيوان ، أو لنبات . وهذه البقايا المتحجرة هي ما نسميه اليوم بالحفريات ، وهى في واقعها سجل حافل بتاريخ الخليقة منذ بدايتها ، وقد استطاع العلم بوسائله المتقدمة أن يقرأ كثيرًا من صفحات هذا السجل ، ويعرف حقائق كثيرة عن نشأة الأرض وتطوراتها خلال الأزمنة الجيولوجية. فالآية دعوة صريحة لاعتماد علم الآثار بالبحث والتنقيب والتأمل لمعرفة كيف بدأ الله الخلق ليسهل بعد ذلك معرفة كيفية إعادة الخلق بعد إفنائه .

ففي الوقت الذي يقرر فيه القرآن الكريم أن الله عز وجل ما أشهد الناس خلق السموات والأرض ، ولا خلق أنفسهم في قوله سبحانه :﴿ مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً ﴾(الكهف: 51) , نجده سبحانه في هذه الآية ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا محترمْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ﴾ يأمر بالسير في الأرض ، والنظر في كيفية بداية الخلق التي تُعَدُّ – كما قال الدكتور زغلول النجار- من أصعب قضايا العلوم الكونية البحتة منها ، والتطبيقية قاطبة ؛ وذلك لأن الأرض سجل حافل بالحقائق التي يمكن أن يستدل منها على كيفية الخلق الأول , وعلى إمكانية النشأة الآخرة . ولولا ذلك ، لما جاز تعليق النظر المأمور به بكيفية بدأ الخلق ؛ لأن الكيفية غير معلومة . 

﴿ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾

جاء في كتاب الخلق الأول : والنشأة الآخرة تشير إلى أن هناك نشأة أولى وبالكيفية نفسها ؛ فإن علموا كيفية البداية ، سهل عليهم معرفة كيفية الإعادة ، وأن الله تعالى على كل شيء قدير ؛ لأن النشأة واحدة ، وبالكيفية نفسها ، سوى أن تلك ( بداية الخلق ) نشأة أولى ، وهذه ( إعادة الخلق ) نشأة آخرة . وهذا دلالة آخرة ، وليس أخرى . فالأولى والآخرة هما اثنتان بالكيفية نفسها : تراب يختلط بالماء ، فيتشكل طمي طين مائع ، فتتجمع العناصر والمكونات ؛ بل ومخلَّقات الكائنات المتحللة من نباتات وحيوانات ؛ لتشكيل الأحماض الأمينية اللازمة التي هي أساسات الكائن الحي . ويقوم الملائكة المدبرون بالنفخ في الصور ، فيبثُّوا شفرات كل إنسان بإطلاق أوامرهم إلى الأحماض ؛ لتشكل بروتينات وخلايا كل الجسم البشري ، وفق تعليمات الشفرات الجينية المتميِّزة لكل فرد ، فيركَّب شيئًا فشيئًا – كما الجنين – في حاضنات الطين المائع المغلَّفة بقوالب الصلصال .. هذه صورة البعث تمامًا وهي الصورة الأولى الغائرة في الزمان ، المشهد نفسه :

﴿ محترمْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾(البقرة: 28) .

 وبهذه الكيفية تنحسم معارك كثيرة في جدالات ملأت كتب الكلام عن حشر الأجسام ، وكيفيَّتها . فالمادة مادة الأرض وعناصرها ، منها خلقنا أول مرة ، ومنها نخرج ثانية . أما الشفرة المورِّثة فكلٌّ وشفرته كما هي تمامًا ، ولا يهمُّ الله سبحانه أننا تحلَّلنا في الأرض ، أو تبعثرنا في الفضاء ، أو تحولنا إلى حجارة أو حديد أو بخار ؛ لذلك قال تعالى :﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ﴾(ق: 4) . فالكتاب الحفيظ أقرب فهْم له هو مدوَّنة الجينات ( الدي ، إن ، إيه ) ؛ لذلك قال تعالى :﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾(القيامة: 3- 4) .

والإنسان العربي منذ آلاف السنين كان يعي تمامًا ما يفعل حين كان يمارس دفن موتاه ، فهو يحاكي بذلك وضعيَّة البداية ؛ لأنه يعلم أنها عين النهاية ، فيمهِّد لها ، حيث شاع أسلوب الدفن داخل الجرار الفَخَّاريَّة ، وفي التوابيت الطينيَّة ، وتحت التراب ، ثمَّ رشِّ الماء عليه .. وتنحسم بهذا الفهْم أيضًا التباسات كثيرة من أن ملايين الناس لم يُدْفَنوا في القبور ؛ فمنهم من مات غرقًا ، ومنهم من أحرق وذُرَّ رماده ، ومنهم من افترسته الحيوانات ، أو تعفَّن وتحلَّل ، ومنهم من مات انفجارًا في الجو ؛ بل وعلى سطح القمر- حسب الحادثة المشهورة- ومنهم .. ومنهم . فالكل سيخرج بهذه الصورة ، سيخرج من قبور طينيَّة عريانًا ، سواء دفن ، أو لم يدفن قبلاً ، كفِّن أو لم يكَفَّن ، وتتوحَّد بذلك أرض المحشر ؛ كمستنبَت ذراعيًّ لأبدان المبعوثين ، سواء لمن طُمِر تحت ركام جليد سيبريا وكندا ، أو غرق في فيضانات بنغلادش واندونيسيا ، أو أُحرق في بمباي ، أو دفن في أنحاء العالم ، فمبعثهم ومحشرهم من أرض العرب ؛ كما في الحديث النبوي أنها أرض المحشر والمنشر .  

والقرآن الكريم يخبرنا أن التراث العربي الصحيح كان يعرف ( النشأة الأولى ) كيف حصلت ، ويدرك أّنها من الأرض الطينية ، حيث خرج البشر كالنبات ، ولا أدلّ من ذلك أن نوحًا قالها لقومه قبل أكثر من خمسمائة عام :﴿ وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴾(نوح: 17) ؛ وكذلك قالها صالح لقومه حين دعاهم لعبادة الله تعالى :﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾(هود: 61) ؛ لأنهم كانوا يعرفون كيفية خلق الإنسان ؛ وذلك قبل وجود موسى عليه السلام بأكثر من ألف سنة ، فضلاً عن التوراة التي نسجت بعد موسى بألف سنة أخرى .. هذا التراث العربي الشفوي كان يعرف حقيقة خلق الإنسان ؛ فإن صالحًا عليه السلام يتكلم عنها كمسلَّمة في الأذهان المعاصرة ، أو هو يذكِّرهم بها فقط ، يبقى على القوم عبادة الخالق الأحد ؛ فهذه النشأة الأولى ، وليست النشأة في الأرحام من النطفة .

والقرآن الكريم حين يقصُّ علينا هذه الحقيقة ، فإنه يقصُّها كما هي ، وكما قالها تراث الأوَّلين ، لا اجتهاد فيها ولا تزييف ؛ فالتركيز هنا على قوله :﴿ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴾ ليس لها إلا معنى واحد ، هو خروج البشر أولاً من الأرض كالنبات . 

فالله تعالى حين يعقب على قوله :﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ ﴾(الواقعة: 58- 59) ، فيقول :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴾(الواقعة: 57- 62) ، فإنه سبحانه يحيلهم على علمهم بهذه النشأة الأولى التي هي من تراب ، وليست تلك التي تتخلَّق ممَّا يُمْنونَ في الأرحام ؛ وإلا لقال سبحانه Sad فلقد علمتم النشأة الأولى ) بالفاء ؛ ليكون عطفًا وتفريعًا على المعلوم السابق . أي : التخلُّق من المَنِيِّ ، ولَمَا قال أيضًا :﴿ عَلِمْتُمُ ﴾ المفيدة لعلم سابق خارج سياق الكلام . أما وإنه سبحانه قد قال :﴿ وَلَقَدْ ﴾ فإنه قد أحال على نشأة أخرى خارج الآية ؛ لكنها معلومة في العقليَّة التراثيَّة ، وبالإمكان تذكُّرها ، وإن كانت ليست مشاهدة لديهم ؛ كنشأة المَنِيِّ في الأرحام . 

إذًا فالنشأة الأولى كانت معلومة لديهم ، فكل الذي عليهم هو أن يستحضروها ؛ ولهذا عقَّب سبحانه على ذلك بقوله :﴿ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ ، فكان قوله :﴿ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى ﴾ تأكيدًا على علمهم بالنشأة الأولى ، وتقريرًا لإمكان النشأة الآخرة .  

والله عز وجل حين يقول :﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِمحترمْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ﴾(الحج: 5) ، فإنه سبحانه يؤكد أن البعث يحاكي البداية ، فهو تصنيع من تراب ، وأن الأرض هي الرحم الذي سيمر فيه الجنين البشري قبل أن ينتقل إلى أرحام الأمهات ، سوى أنه لا يخرج طفلاً- كما جرت العادة من أرحام الأمهات- بل كما البداية سيخرج رجلاً وامرأة من رحم الأرض موافقًا لقوله تعالى : 

﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾(النساء: 1) ، وقوله تعالى :

﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ ﴾(الروم: 20) .

وهاتان الآيتان صريحتان بأن البشر خرجوا من الأرض الميتة في الحقبة الأولى كبارً بالغين ؛ كما يخرج النبات تمامًا ، ثم فجأة إذا هم رجال ونساء منبثون في الأرض ومنتشرون ، يدبون فيها هنا وهناك ، وهي الصورة نفسها والخروج والانتشار نفسه الذي سيعاد في البعث يوم الإعادة ﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ﴾(القمر: 7) ، كبارًا بالغين ؛ كما ورد في الحديث النبوي الشريف الذي أخرجه صاحب المستدرك على الصحيحين ، عن عبد الله بن أنيس ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : « يَوْمَ يُحْشَرُ العِبَادُ- أَوْ قَالَ : النَّاسُ- حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ، لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ .. » الحديث . ففي البداية خروج وانتشار ، وفي النهاية خروج وانتشار بالكيفية نفسها ؛ كما قال سبحانه :﴿ لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾(الكهف: 48- 49) ، وهذا ما أفادته لفظة ( ما ) الموصولة بكاف التشبيه ، مع لفظة ﴿ مَرَّةٍ ﴾ التي تدل على حدوث الفعل مرتين بكيفية واحدة ، مرة في ابتداء الخلق الأول ، ومرة في إعادته يوم البعث .. والله تعالى أعلم ! 

ثانيًا- وإضافة إلى ما تقدم أقول : قرأت مقالاً للمهندس عبد الدائم الكحيل نشره في موقعه تحت عنوان ( هل هناك أناس عاشوا قبلنا على الأرض ؟ ) ، فكتبت إليه رسالة طلبت فيها منه أن يقرأ المقالين الآتيين المنشورين في موقعنا هذا Sad حقيقة النفس الواحدة وزوجها ) ، والثاني Sad آدم الإنسان وآدم الرسول ) ، ثم يخبرني برأيه فيهما مع أنني كنت مسبقًا على علم بأنه لن يجيبني ، ثم رأيته يضيف على مقاله السابق الملاحظة الهامة الآتية : 

« أحبتي في الله ! إن التفاسير التي اطلعت عليها تحوي عدداً كبيراً من الأقوال عن قصة خلق آدم عليه السلام ، والمقالة هذه تمثل وجهة نظر ، والحقيقة المطلقة لا يعلمها إلا الله تعالى ، لأن البحث في بداية الخلق من الأمور الغيبية ، نعم ينبغي على المؤمن أن يتفكر ويبحث استجابة لنداء الحق تبارك وتعالى Sad قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ) ، ولكن لا نتمسك برأينا أو نجزم بأن هذا الرأي هو الصحيح ، بل نبحث ونتفكر ويبقى الدليل العلمي من القرآن والسنة هو البرهان الفصل ، والله أعلم » . 

وتعقيبي على هذه الملاحظة الهامة : إذا كان البحث في بداية الخلق من الأمور الغيبية – كما يقول – فما معنى أن يأمرنا الله عز وجل في الآية الكريمة بالسير في الأرض ؛ لننظر كيف بدأ الخلق ؟ فلولا أنه يمكن بالنظر معرفة كيفية بداية الخلق ، لما أمر الله سبحانه بذلك .. ومع الأسف أن علماء الغرب ساروا في الأرض ، وبحثوا حفروا وفحصوا واستنتجوا ، وما زال علماؤنا على مر الزمن يراوحون في مكانهم ، ويعتبرون البحث في هذه المسألة من الأمور الغيبية التي لا ينبغي الخوض فيها ، ويفسرون الآية الكريمة التي يأمر خالق الكون جل وعلا فيها صراحة بالنظر في كيفية بدأ الخلق حسب أهوائهم . 

ومن أغرب وأعجب ما قرأت في تفسير قوله تعالى :﴿ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ﴾ قولاً للمرحوم الشيخ الشعراوي ؛ إذ قال تحت عنوان ( بلاغة القرآن الكريم ) ، قال رحمه الله :« لماذا لم يقل الله Sad قل سيروا على الأرض ) . هل أنا أسير في الأرض ، أو على الأرض . حسب مفهوم الناس جميعًا ، فأنا أسير على الأرض ؛ ولكننا نجد أن الله قد استخدم كلمة ( في ) ، ولم يستخدم كلمة ( على ) ، يقول :﴿ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ﴾ ، فـ( في ) تقتضي الظرفية ، والمعنى يتسع ؛ لأن الأرض ظرف المشي . ومن هنا ، فإن التعبير جائز ؛ ولكن ليس في القرآن كلمة جائز ، فالتعبير بقدر المعنى تمامًا ، والحرف الواحد يغير المعنى وله هدف ، وقد تم تغييره لحكمة ؛ لكن ما هي حكمة استخدام حرف ( في ) بدلاً من حرف ( على ) ؟ عندما تقدم العلم وتفتح وكشف الله أسرار الأرض وأسرار الكون ، عرفنا أن الأرض ليس مدلولها المادي فقط . أي : أنها ليست الماء والأرض ، أو الكرة الأرضية وحدها ؛ ولكن الأرض هي بغلافها الجوي . فالغلاف الجوي جزء من الأرض يدور معها ويلازمها ، ومكمل للحياة عليها ، وسكان الأرض يستخدمون الخواص التي وضعها الله في الغلاف الجوي في اكتشافاتهم العلمية . والدليل على ذلك أنك إذا ركبت الطائرة ، فإنها ترتفع بك (30 ) ألف قدم مثلاً عن سطح الأرض ؛ ولكنك تقول : أنت تطير في الأرض . متى تخرج من الأرض علميًّا وحقيقة ؟ عندما تخرج من الغلاف الجوي للكرة الأرضية . مادمت أنت في الغلاف الجوي المحيط بالكرة الأرضية ، فأنت في الأرض ، ولست خارج الأرض . فإذا خرجت من الغلاف الجوي ، فأنت في هذه اللحظة التي تخرج فيها خارج الأرض .. الغلاف الجوي متمم للأرض وجزء منها ويدور معها » .

ويعود بعد هذا الاستطراد فيقول :« نعود إلى الآية الكريمة ، ونقول : لماذا استخدم الله سبحانه وتعالى لفظ ( في ) ، ولم يستخدم لفظ ( على ) ؟ لأنك في الحقيقة تسير في الأرض ، وليس على الأرض . هذه حقيقة علمية لم يكن يدركها العالم وقت نزول القرآن ؛ ولكن الله سبحانه وتعالى هو القائل ، وهو الخالق يعرف أسرار كونه ، يعلم أن الإنسان يسير في الأرض . إنه يسير على سطح الأرض . ومن هنا فهو يسير في الأرض التي هي جزء آخر . وهكذا نجد دقة التعبير في القرآن في حرف ، ونجد معجزة القرآن في حرف » .  

هذا ما قاله رحمه الله بنصِّه ، وأخذه الناس عنه ، ونشروه في أكثر من موقع على أنه حقيقة علمية لم يكن يدركها العالم وقت نزول القرآن ، وأنه من بلاغة القرآن ودقته في اختيار الألفاظ . ويفهم من هذه الحقيقة العلمية التي نسجها خياله أنك إذا قلت : سرت على الأرض ، فينبغي أن يكون سيرك فوق الغلاف الجوي للأرض . أما إذا قلت : سرت في الأرض ، فإنك تسير داخلها لا عليها ؛ لأنك موجود بين الأرض وغلافها الجوي ، فأنت في الأرض ولست على الأرض .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو محمد
المشرفون
المشرفون
ابو محمد


ذكر

عدد الرسائل : 44
العمر : 32
تاريخ التسجيل : 08/07/2009

النشاة الاولى والنشاة الاخرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: النشاة الاولى والنشاة الاخرة   النشاة الاولى والنشاة الاخرة Emptyالثلاثاء أغسطس 25, 2009 3:01 pm

مشكووووووووووووور مشكوووووووووور مشكووووووووووووووووووور
كتييييييييييييير كتيييييييييييييير كتيييييييييييييييييير
يـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا أبـــــــــــــــو صهيـــــــــــــــــــب
afro afro afro afro afro afro afro afro
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النشاة الاولى والنشاة الاخرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق المشتاقون الى الجنة :: منتديات القران الكريم والسيرة النبوية الشريفة :: منتدى الاعجاز البياني في القران الكريم-
انتقل الى: